تشهد محافظة الإسكندرية استعدادات مكثفة مع اقتراب موسم نوات الاسكندرية 2025، وهي الظاهرة الجوية السنوية التي ترتبط بفصلَي الخريف والشتاء، وتعتبر هذه النوات من أبرز مظاهر الطقس في المدينة الساحلية، إذ تؤدي بعضها إلى اضطراب حركة الملاحة وارتفاع أمواج البحر، بينما تمر نوات أخرى بهدوء نسبي، ويرتبط اسم كل نوة بتاريخ طويل من الموروث الشعبي لأهل الإسكندرية، حيث أطلق الصيادون عليها أسماء مميزة مثل المكنسة، قاسم، وعيد الميلاد، وأصبحت هذه الأسماء جزء من ذاكرة المدينة الشعبية وتاريخها المناخي.
نوات الاسكندرية 2025
تبدأ نوات الاسكندرية 2025 عادة في شهر أكتوبر وتستمر حتى نهاية فبراير أو مطلع مارس، ومن أبرز النوات المتوقع أن تضرب المحافظة هذا العام نوة الصليبية في النصف الأخير من أكتوبر، وهي رياح غربية غالبا بلا أمطار، لكن نسجت ذكرى قوية في عام 2015 حين أغرقت شوارع المدينة، يليها نوة المكنسة منتصف نوفمبر، والتي تتميز برياح شمالية غربية شديدة وقوة أمواج عالية تجعل البحر في حالة اضطراب كبير، وفي النصف الثاني من نوفمبر تأتي نوة باقى المكنسة برياح جنوبية غربية مصحوبة بعواصف وأمطار غزيرة، بينما تعد نوة قاسم في بداية ديسمبر من أشد النوات، حيث تضرب المدينة برياح جنوبية غربية قوية وأمواج تصل إلى خمسة أمتار، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى صياد فقد حياته خلالها، ومع اقتراب نهاية ديسمبر، تظهر نوة الفيضة الصغرى التي تصحبها أمطار ورياح شمالية غربية، ويزداد البحر فيها ليصعب ممارسة الصيد، وتضرب المدينة نوات عيد الميلاد ورأس السنة في أواخر ديسمبر وأوائل يناير، وتكون هذه النوات شديدة الأمطار ومصحوبة برياح غربية قوية.
نوات الاسكندريه القادمه
تتأثر نوات الاسكندرية 2025 بعدة عوامل طبيعية ومناخية تزيد من شدتها وتغير توقيتها من عام لآخر، ويعتبر انخفاض الضغط الجوي في مناطق البحر المتوسط الشمالية من أبرز هذه العوامل، حيث يؤدي إلى تكون نوات قوية على الساحل، وتلعب الفوارق الحرارية بين البحر واليابسة دور كبير في نشاط الرياح وارتفاع الأمواج، إلى جانب تأثير التغيرات المناخية العالمية التي سببت اضطرابات غير متوقعة في توقيت وشدة النوات خلال السنوات الأخيرة، وتؤثر الأنشطة البشرية مثل التوسع العمراني وردم بعض الشواطئ على قدرة المدينة على امتصاص قوة الأمواج.